إرشيف شهر يناير, 2013

السلام عليكم،

قرأت في كتاب محاولة ثالثة لمحمد الرطيان عن هذه الـ(لا) الفاتنة التي قالتها امرأة سوداء حرة اسمها Rosa Louise Parks روزا باركس في وجه رجل أبيض عام ١٩٥٥م; والتي رفضت التخلي عن مقعدها في باص عمومي لشخص أبيض في زمن كانت العنصرية شديدة وتشعل بعد ذلك لاءات السود في كافة الولايات لأنها أظهرت حقها في الكثير من الأعراف والقوانين المضادة لها ولأمثالها.

تمر أحداث كثيرة في حياتنا -نحن كفتياتنا- يصعب علينا فيها اتخاذ القرار في أمر ما يمس حريتنا، أتذكر أنني كنت في أحد المباني التجارية ذات الشركات المتعددة التي تستخدم أكثر من مصعد في آن واحد مع وجود عدد لا منتهي من المستخدمين الرجال والنساء لمبنى بارتفاع ٢٠ طابق.. كنت أرغب الوصول للطابق العاشر.. وصلت قبل والدي فحاولت استخدام أحد المصاعد لكني كنت أرفض في كل مرة الصعود حين يحتوي على عدد من الرجال خاصة لو كان واحداً.. تأخرت كثيرا.. ولكن ذلك لم يزعجني الا حين وصل مأمور المبنى.. رجل خمسيني بشماغه وعقاله وشنبه الكثيف.. وسماحة وجهه.. لكنه صدمني حين قال: (لو انتظرتي كثيرا لن تركبي.. “مشّي” حالك واركبي مع أي أحد.. هذه الايام الوضع “سهالات” وكلهم أجانب.. ومن النادر أن تجدي سعوديين في المصعد)

أصبت بخرس لحظي لتفسيراته.. لتجاوزه.. لرغبته في “تمشية” الأمر.. قياس الرفض من جهتي وتطميني أن لا سعوديين حولي.. حتى أنني خفت منه.. ومن تفكيره.. بالرغم من بساطته.. لكني رفضت واعتذرت، وحادثت والدي وطلبت منه الاسراع في الحضور حتى يصحبني في المصعد.. وفعلا فعل! مع أني لم أخبره بما قال لي هذا الرجل،، الا بعد أن انتهينا من المشوار وانهيت عملي في ذلك المبنى.. لأنه سيغضب وقد يتحول النقاش مع هذا الرجل إلى نهايات غير جيدة!

  • كم (لاءاً) مرت علينا في حياتنا ولم نستطع إظهارها، وكنت في حالة ماسة لتحقيقها.. كم مرة كنا في موتمرات عظيمة ومحاضرات كبيرة ولم نجد مكانا مناسباً لنا دون الحاجة أن يتصادم معي رجل آخر.. أو حتى يجلس بجانبي رجل.. ثم يشعرك من حولك أنك متخلف حين ترفض حضور مؤتمر مختلط.. أو لا تتقبل فكرة محاضرة عامة مفتوحة دون مكان “فعلي” مخصص للنساء..
  • كم مرة تضايق العديد من السعوديين على وجه التحديد في الطائرة حين يقوم رجل بتغيير المقاعد لأنه يتجنب جلوس نساء وفتيات عائلته بالقرب من رجال آخرين؟ ويتم وصم هؤلاء بالرجعية.. بالرغم من أنها حرية لن تتعدا حريات الآخرين.. مع أنه يقول (لاءه) التي يؤمن بها؟
  • كم (لاءاً) كانت حاضرة لكنها لم تظهر.. خوفاً.. أو تردداً.. أو تكاسلاً.. أو ربما صمتت عنها الفتاة لأنها في حالة “حاجة”
  • كم .. وكم (لاءااااات).. مختلفة..

قلت تلك الـ(لا) لقيمة أعتز بها وأرفض ممارستها وإن كانت بسيطة.. أن لا أركب المصعد وحدي مع رجل غريب.. مهما زاد أو قل عددهم.. هذه قيمة أمارسها وقد أطلب من الرجل الارتجال من المصعد لو اضطريت لذلك.. أو لا أركب المصعد إطلاقاً.. في أي مجمع تجاري.. فندق.. مستشفى.. لأن هذه قيمة مهمة لدي وأحترمها وأحترم من يحترمها ويقدر في الاخرين حرياتهم في اختيار قيمهم..
قلت لا.. وخرجت من مكان ومحاضرة يجلس بجانبي بها رجل غريب.. لأن المؤتمر نسي أن للرجال مكان وللنساء مكان.. خاصة لو اضطروا لاستخدام ذات القاعة..

لم أستطع قول (لا) في مواقف كثيرة.. في حالة ضعف.. وقلة حيلة.. لكني حين قرأت أن في أكتوبر ٢٠٠٥ توفيت هذه الروزا السوداء والتي حصلت في حياتها على أعلى الأوسمة من الكونقرس وأقيمت لها مراسم للدفن لم تكن إلا لثلاثين شخص هناك..  وحصلت على الوسام الحقيقي قبل ذلك بمراحل حين كانت أحد أسباب قمع العنصرية ضد السود في أمريكا. فأي وسام سنحصل عليه نحن المسلمات حين فقط نقول (لا) في مكانها الصحيح!

ضعي قيمك أمامك.. كممارسة حقيقية وليست كشعار فقط.. واستخدمي سلاح كلمة (لا) من أجل الحفاظ عليها.. فانطلاق الـ(لا) ليس بالأمر السهل لكنه أيضًا ليس صعباً حين تتمسك بها إحدانا ضد ممارسة الآخرين تفاصيل بسيطة معاكسة لحرياتنا التي نؤمن بها.

التعليقات: 9 | الزيارات: | التاريخ: 2013/01/07

السلام عليكم،

قد لا أجد غباراً أنفضه عن المدونة، بل بات التراكم في طبقاته بعد التوقف عن الكتابة هنا منذ شهر أو تزيد.. أستطيع أن أقول أني خسرت الكثير من الوقت في العام المنصرم إلا أنني كسبت أكثر مما أتخيل..
لن أسرد إنجازات عظيمة ولكنها تلك التفاصيل التي سأحب أن تعرفها..  وسأكتب أرقام تهمني كي أتذكرها سنوات قادمة.. تجعلني أشعر بالفراشات الصغيرة التي تسبح في روحي فرحة بإنجاز!

كل ما سأكتبه إنجاز شخصي بحت.. بعيد عن الانجازات الوظيفية والاجتماعية.. وبالطبع الترتيب لا يفيد شيئاً..

  • قرأت ٥٢ كتاباً وأكثر..
  • أكملت مشروع ٣٦٥ (قابلت اليوم)
  • كتبت ١٩٠ فكرة طازجة وتزيد بالتعاون
  • انتيهت من كتابين وهما جاهزين للنشر
  • حضرت ١٢ برنامج تدريبي
  • قدمت ١٢ محاضرات وبرامج تدريبية خارجية
  • تعلمت بداية مهارة جديدة (الخياطة)
  • قدمت استشارات في التصميم
  • أكلمت ١٢ كتاب تقريباً في نادي أثر (قراءة جماعية)
  • صعدت إلى برج خليفة كأعلى نقطة عن الارض
  • خططت لمشروع وكنت سأصبح شريكا به
  • حصلت على شهادة التوفل
  • تعملت مهارة القراءة السريعة وأتقنتها بشكل يرضيني
  • عشت يوما كاملا مع صديقاتي من الصباح وحتى الليل
  • حصلت على عمرة واحدة
  • اشتريت جهاز imac
  • شاركت في تنظيم وتنفيذ مؤتمرين
  • فكرت وخططت من أجل مبادرتين
  • بدأت متجراً إلكترونياً للخط العربي (الخط السابع)
  • مارست يوماً صامتاً دون كلام إطلاقاً
  • صبغت شعري باللون الكحلي
  • تعرفت على صحبة طيبة..
  • استمتعت أكثر ولامست معاني المتعة في أصعدة مختلفة
  • تعلمت السعادة!

هذا ما أتذكره الان… والكثير الكثير من الامور التي نسيتها.. جعلتني أشعر بطعم الانجاز..

 

ماذا سأفعل الان؟

تمت الخطة.. وبإذن الله ستكون أكثر نضجاً.. متعة وتفاعل.. ألذ في تفاصيل سعادة الانجاز!

التعليقات: 11 | الزيارات: | التاريخ: 2013/01/01