السلام عليكم،

the WHOLE-BRAIN thinking

الفصل الذي انتظرته، في مشوار كيف تفكر مثل ليو ناردو دافنشي؟ وهو:

الفن-العلم\.. وببساطة هو اختصار “التوازن” بين:

(الجهة اليمنى للعقل = الفن) + (الجهة اليسرى للعقل = العلم)

هل تعرف نفسك فعلًا؟ وتعرف أنك تملك عقل يفكر باتجاهين مختلفين؟ يغلب أحدهما على الآخر؟ جهة تفكر أقصى اليمين وجهة تفكر في أقصى اليسار؟ بمعنى آخر هل أنت تفكر بطريقة فنية، حدسية، الصورة الشاملة، يمينية؟ أو أنك تفكر بطريقة تحليلية، متسلسلة، بخطوة خطوة، منطقية، تفصيلية، يسارية؟

إن (العقل الأيمن\العقل الأيسر) لفصي المخ هي نظرية حصلت على جائزة نوبل على يد البرفسور Roger Sperry.

إن أصحاب العقل الأيسر يتفوقون في المدرسة، ويفشلون (غالباً) في القدرات الإبداعية. أما أصحاب العقل اليمين يشعرون بالذنب لطريقة تفكيرهم وقد يتم وصف طريقتهم بصعوبات التعلم.

وكي تتصور نظرية جهتي العقل.. إليك هذا المثال\.. تم تقسيم مجموعة من الموظفين بحسب إعمال العقل الأيمن أو الأيسر لهم، وذلك للقيام بمهمة خلال ساعتين فقط.

  1. الفريق (الأيسر): انتهى في الوقت، نتيجة مطبوعة ومكتملة، منظمة، تشعبات المهمة واضحة. ولكنها مملة حد الألم، ولا روح فيها
  2. الفريق (الأيمن): وصل في أوقات مختلفة، فلسفة المهمة مدموجة بشخصياتهم، أفكار متعددة (رسومات، سكتشات) على ورق مسودة، غير منظمة، ولا نتيجة نهائية ولكنها بروحهم الشخصية
  3. تم جمع الفريقين مع بعضهم البعض والاشراف على مهمة جديدة أوكلت لهم، في ساعتين أيضًا. عاد العمل في الوقت المحدد، متوزان، منظم، وذو نتيجة إبداعية!

نستنتج\.. النتيجة النهائية تتطلب ابتكار “التوازن” بين فريقي (عقلك) معًا!

كيف تعرف إن كنت بعقل أيمن\أيسر؟..

بالطبع، غالبية تفكير الناس يكون أعقد من مجرد تصنيفه إلى جهتين منفصلتين، فتأثير الجهة اليسرى على اليمنى والعكس متفاوت من شخص لآخر. ولكن هناك جهة تغلب بطريقة ما ولها صفات واضحة. ومهما كانت الجهة الغالبة عليك والنشطة بك فإنها مفتاح الطاقة الكامنة في توليد التوازن لك.

  • الأيسر: يحب التفاصيل، منطقي، منظم، تفصيلي، تحليلي، ملتزم بالوقت، يحب الرياضيات ولغة الأرقام، يكتب بوضوح، دقيق، يعمل بخط مستقيم، يقرأ الكتاب من البداية بالترتيب.
  • الأيمن: خيالي، ينتج عصف ذهني بسهولة، غير متوقع، غير منظم، لا يهتم بالوقت، يخربش، يرسم، ينظر لتجربة بشمولية دون تفاصيل، يفقد السيطرة على الوقت، يعتمد على الحدس، يقلب الكتاب عند قرائته دون ترتيب.

إذن، الباحثون عن التوازن يفكرون بطريقة (التفكير العقلي الشامل- WHOLE-BRAIN thinking) والذي يعني دمج قدرات العقل الأيسر والأيمن في ذات التجربة أو المشروع أو في (الحياة)!

الآن، وبعد أن تعرفت على شقي عقلك، وطريقة تفكير الجهتين (الناشطة والخاملة)، كيف توازن بينهما في حياتك؟ إن الطريقة سهلة جداً لو استطعت اعتيادها، فيمكن أن يتم ذلك عن طريق أداة بسيطة وسهلة في حياتك، وتخطيطك، دراستك، وحتى حل مشاكلك. وهي الخرائط الذهنية Mind Mapping!

ما هي الخريطة الذهنية؟\..

  • هي طريقة عملية تقوم بترجمة طريقة تفكير العقل بجهتيه على الورق من أجل توليد وتنظيم الأفكار الجديدة! نشأت على يد Tony Buzan.
  • يمكنك رسم خريطة ذهنية لـ: هدف شخصي، تخطيط يومي، حل مشكلة، درس، أو عرض تقديمي، أو وليمة عشاء!
  • تساعدك في عملك، دراستك، أهلك، أطفالك، مع أي شيء.
  • والأهم من كل ذلك، هي وسيلتك في موازنة تفكيرك!

ولكن، الكتابة المرتبة المنظمة لا تتماشى مع طبيعة العقل، ومتى ما بدأت طرح فكرتك (في بدايتها) بالطريقة التكتيكية المنظمة فأنت تخطيت مرحلة توليد فكرة إبداعية وكأنك نظمتها قبل أن تخرج فعلًا. فالنظام يقوم على استبعاد الألوان، الأشكال، الأبعاد، التراكيب، النمطية، والصورة والروائح. أي بشكل خطي مباشر واحد فقط وبجهة واحدة من العقل، دون دمج الجهة الأخرى. (لا يسعني شرح كيفية استخدام الخرائط الذهنية هنا)

لماذا الخرائط الذهنية؟\..

فكر في آخر محاضرة كنت بها، أو برنامج استمتعت إليه، اشرحها لأحد زملائك.. هل تستطيع إعادة صياغة ما كان بها بذات الترتيب؟ هل تقفز الصور والكلمات الدالة ، والجمل الواضحة والمشاهد والتعابير في عقلك؟

إن ترجمة المحاضرة وشرحها مرة أخرى يكون أسهل حين تقوم باستعراض ما يقفز في عقلك بذت الطريقة التي تطفو في عقلك، أي بالخرائط الذهنية. فهي:

  • تحررك من طغيان التنظيم والذي يأتي سابق لأوانه، والذي يمنعك من توليد الفكرة وتطويرها.
  • تؤخر تفكيرك وإنتاجك لمفاهيم مختلفة عما اعتدته.
  • تقوم بتنشيط جهتي عقلك (اليمنى، اليسرى).
  • هي الوسيلة الطبيعية لترجمة “العملية التفكيرية في عقلك” على الورق.
  • هيكل الروابط في الطبيعة لا يكون بخط مستقيم، ولكنها مجموعة من الأنظمة الشبكية مختلفة القوة والحجم والطول. وكذلك الخريطة الذهنية!
  • طريقة التفكير (في العقل) هي عملية وظيفية تسير عبر طريقة شبكية نمطية غير خطية.
  • تساعد على إطلاق أحكام جيدة واتخاذ القرار.
  • تستطيع التعرف على نفسك من خلال رسم خريطة حياتك الذهنية.
  • تسمح لك بإنتاج أفكار جديدة بسرعة وبسهولة خلال وقت قصير.
  • كل خريطة ذهنية هي خريطة مختلفة، في حين أن القوائم الاعتيادية تتشابه بعضها ببعض (أسهل في الحفظ والتذكر).
  • تتكون الخريطة من شخصيتك، وأفكارك، وروابطك، فأنت تعكس نفسك بطريقة أفضل (فريدة من نوعها كل مرة).
  • وسيلة لتبسيط الخطط الاستراتيجية المعقدة، التحضير للعروض التقديمية، تجهيز اللقاءات المهنية، والتحضير الاختبار، وتحليل الأنظمة.
  • أداة قوية من أجل “التعلم عن ظهر قلب”. بعد رسمها بنفسك العقل يستقبل الصور ويحفظها أسرع من القوائم. كما أنك تستطيع رسم الخريطة مرة أخرى دون أن تكون أمامك أسرع من تعداد قائمة.
  • هي المسودة المتطورة من كل فكرة.
  • إن كانت لديك فكرة مضحكة وغير معقولة إطلاقًا، فالخريطة الذهنية هي الوسيلة المناسبة لها ولاختبارها
  • وسيلة تقودك للإبداع كلما مارستها في حياتك في كل شيء.
  • تقوية الذاكرة، ويسرع عملية الإبداع.
  • ممتعة، ولا تشعر أنك في مهمة صعبة!
  • وسيلة لإيقاظ عقلك وحواسك!

مارس رسم خريطة ذهنية الآن\..

  • ارسم خريطة ذهنية ليوم واحد.
  • إجازتك السنوية.
  • عزيمة عشاء لشخص واحد، أو حفل صغير.
  • ذهنية لما يمكن أن يكون ضمن خريطة ذهنية.
  • لذاكرتك/ فكر في شيء تود أن تحفظه أو تتذكره. وقم بخريطة خاصة به.
  • حلمك وهدفك في حياتك.
  • خريطة إبداعية لطريقة تفكيرك أنت (من أجل إلهامك كل مرة بشيء جديد)
  • خريطة حياتك الشخصية.
  • اتركها مدة من الزمن، عد إليها.. راجع الصورة الكبيرة للخريطة لمزيد من الروابط.

متى تعرف أنك انتهيت من رسم الخريطة الذهنية؟

تخيل معي.. إن الخريطة الذهنية لا نهاية لها .. فكلما كان لديك وقت ومعلومات وأفكار فهي قابلة لمزيد من الإضافات والروابط. “فكل شيء مرتبط بكل شيء آخر“. ولو أتيح لك الوقت لقمت بربط كل الأفكار والمعلومات والتخصصات في خريطتك. والإجابة البسيطة من أجل الانتهاء من هذه الخريطة تحديدًا هي عند وصولك للمعلومات من توليد الفكرة الذي من أجلها بدأت، أي عندما تصل إلى النتيجة التي تقابل هدفك الحقيقي!

فخ\..

  • – أوه! أنا أسف.. أنا عقلي أيسر ولا أفكر إلا به.. ولا أستطيع أن أكون مبتكرًا ومبدعًا وصاحب خيال!
  • – لا لالا .. إمممم أنا عقلي أيمن ولا أعيش إلا به .. لا يمكنني أن أصل في الوقت المحدد أو أن أقدم التقرير في تمام الثامنة!

هذا ما نفعله بأنفسنا بعد أن تعرفنا على الجهة التي يعمل بها عقلنا أكثر من الجهة الأخرى.. ونعيش في فخ الاستسلام دون محاولة تشغيل الجهة الأخرى من العقل!

إن النجاحين هم من يستطيعون (التوازن) بين تحليل والحدس، الجدية واللعب، التخطيط والارتجال.. العلم والفن!

أسأل نفسك: هل أنت العالم الذي يدرس الفن؟ أم الفنان الذي يدرس العلم؟ أم ترغب أن تكون فنانًا عالمًا معًا؟
خذ منظورك الفني إلى طريقة تعلمك، أو حاول تحليل الفن بعقلك العلمي. يقال: “إن دافنشي كان يرسم بشكل رائع لأنه كان يعرف تفاصيل الأشياء، ولكن لمزيد من الدقة لأنه يعرف تفاصيل الأشياء فإنه يعرف كيف يرسم جيدًا“.

ماذا نفعل الآن\..

  • أي جهة من عقلك يعمل غالبًا؟
  • كيف تقوم بتنشيط الجهة الخاملة؟ إ
  • ذا تعرفت على أي الجهتين النشيطة وأيها الخاملة فأنت تستطيع أن تدخل في أي تجربة دون خوف!
  • أنت في حالة توازن!
  • اقرأ عن الخرائط الذهنية وجربها، مارسها، واجعلها جزء من حياتك في كل شيء تفكر به.
  • لم يبق إلا القليل بيننا إن شاء الله

🙂

التعليقات: 2 | الزيارات: | التاريخ: 2011/07/19

2 من التعليقات

  1. مدونة رائعة جدا بارك الله فيك بالتوفيق باذن الله …

  2. يعطيك العافية على المدونه الرائعة