السلام عليكم،

 

استيقظت في أحد الصباحات “المغبرة”، وإذا بـسمكتي الزرقاء ملقية على الأرض ولا
تتنفس! اختنقت غضباً وعلمت في قرار نفسي أن أخي هو من قتلها..!
نعم، هو هو من قتلها، لأنه كان يتمنى أن “سمكتي” تحبه ولكنها لا تحب إلا إياي،
وسأنتقم لك منه.
هرعت إلى غرفته فلم أجده، وبدأت الاتصالات بعد أن رفعت سمكتي المقتولة من الأرض
ونظفت حوضها الزجاجي الممتلىء من كل شيء إلا هي! رد أخي على هاتفه وهو يتابع
ضحكة كانت قبل اتصالي، لأنه الآن في العمل و”يسولف” مع أصحابه، وقال لي أهلا
أهلا .. فشاط غضبي وقلت له سمكتي أنت قتلتها و”ياويلك مني”!
تمتم وقال: “مين قتل مين؟”، “أنا لست في البلد”. لم أسمع ما قاله وتابعت صراخي
وتوعدي وأقفلت الخط في وجهه. (شعور جميل أن تنتصر وتغلق الخط في وجه أحد).

المهم: أنني غضبت غضباً شديداً وذهبت إلى أمي وأخبرتها بسوء العلاقة بيني وبين أخي
بسبب السمكة، فقالت أخوك مسافر ليس له أي علاقة بقتل سمكتك.. وقالت: “ومن قال
أنها قتلت؟ ألا يمكن أن تكون ماتت هكذا دون قتل “من الله”؟!!”

بالطبع، لم أعر الكلمات أي اهتمام، لا يمكن أن يشفى غليلي إلا بالانتقام المباشر وحالاً
من أخي القاتل. أفكر وأفكر كثيراً لماذا فعل كل ذلك، ولماذا قتلها؟ كيف استطاع ذلك؟
وهل كان انتقاماً أم هي مجرد إحدى مقالبه؟
انتظرت كثيراً وتغير النهار إلى ليل، وبدأت “القضية” تأخذ منحى آخر. تساءلت لماذا
غيرت أمي كلمة قتل إلى موت؟ وكيف لها أن لا تفكر أنها قتلت (السمكة المسكينة)؟
هل يمكن أن تكون ماتت؟ وهل أخي بريء من دمها (السمك عنده دم)؟ وصل أخي من
خارج المدينة وقد نسى ما كان في الصباح، (قهر محد يحس باللي فيك إلا أنت)!
وأنا أرمقه بنظرة شزرة، وأريد أن أقتله. وقال لي: (اوه تذكرت السمكة.. هاه وش صار
الحين، من طلع قتلها؟)
دار حوار شديد وحاولت كتم غيظي الخارج من عيني ولكني لم أستطع. حتى تبرى من
دمها!
أصريت أنا على أنه المجرم والقاتل، ولم أفكر حتى بسؤال أي شخص آخر، ولم أستطع
أن أتهم أحد، لأني أعلم في قرارة نفسي أنه هو الوحيد القاتل.
خرجت من المكان، وأنا أريد الانتقام، وقد أقتل قطته الكريهة. حتى يستوعب معنى أن يتم
قتل ur pet.
الآن، أخطط كيف أقتل (القطة) فهل يساعدني أحد في فكرة الانتقام؟ لأنه هو وهو فقط من
قتل “سمكتي” المسكينة ولن أسامحه أبداً. تباً لك ورحمك الله يا سمكتي!

لو قدر الله لك وكانت لك سمكة) واستيقظت ووجدتها ميتة، فمن المتهم هنا؟
لو كنت في مكان أخي كيف ستتصرف؟
ولو كنت في مكاني هل ستقتله أم ستكتفي بقتل الـPET؟ أما ماذا ستفعل؟

أود الاعتذار عن كلمة “يا للحقارة” (أعلى الصفحة)، ولكنها كلمة أدرجت في قاموسي
اللغوي جراء المشاهدة المستمرة “توم سوير” منذ الطفولة، وحتى اليوم لم أستوعب أنها
خاطئة!

*الاحداث وهمية 100%

التعليقات: 7 | الزيارات: | التاريخ: 2012/11/04

7 من التعليقات

  1. يقول Hamad:

    قصة قصيرة …. وجميلة

    استمري

  2. استخدامك لبعض المصطلحات العامية أضاف للقصة روح الطُرفة
    والواقعية في الأحداث : )
    في الواقع لو كنتُ كما قلتِ لشعرتُ بعظيم الحزن والكمد !
    ولن أفكر في الانتقام ، لكنني سأنكفئ قليلاً !
    ربما مشاهدة أخي مع قطته تخفف من الشعور بوطأة الحزن ،
    واشاركه مداعبتها فيما بعد ^^

    حبيت التدوينة مرة : )

  3. يقول زامل:

    جميل الطرح وسيناريو القصه …وهذا يعكس كثير من الاجداث حولنا باننا دائما نبحث فقط عن الانتقام لاحل ذات المشكله

  4. يقول توم سوير:

    في مثل هذه الحالات لابد منا ان لاننجرف وراء مشاعرنا بحيث هي التي تقودنا الى شي لا نعرف نهايته انت اهملت سمكتك ايضا صديقي بسبب اهمالك حصل هذا الشي لا داعي للوم او تحمل ذنب الظن لا داعي ان ندعي المثالية لاننا لا نستطيع المثالية داءما موجود امامنا ولكننا لانسطتيع بلوغه ابدا

  5. يقول محمد وليد:

    موضوع رائع

    يعطيكم الف عافية

    على هذه المجهود

    شكرآ جزيلآ لكم

  6. يقول Mohammed Karam:

    انا افتكرت الموضوع بجد

  7. والله دمعت عينى وأنا أقرأها وربما تكون الكلمات من قساوتها نكره أنفسنا عندما نقولها ولكن لابد أن نخرجها حتى لا نكبت ونتعب