السلام عليكم

قبل سنة من الآن كنت قد التحقت في فصل من فصول الدراسة، والذي كان يتحدث عن “العولمة” كـ هدف أساسي لمجمل الموضوعات المطروحة.. ولا ينحصر في جانب واحد.. وكانت تلك فتحة جديدة في أفق الدراسة جعلت من كل مادة أخرى أدرسها بعدها تحتاج لتقييم تحت مظلة تلك “العولمة”!
لن أناقش هنا معاني العولمة أو تعريفاتها أو تأثيرتها التي لا تنتهي .. ولكني فقط أريد أن أفتح كيس “تشبس” من “الدوريتوس” معاً، وأعطيك حق الاختيار فيما ستأكله معي.
نحن والاستهلاك .. وتلك الثقافة في عملية متزامنة بين خطين، أحدهما يسبق الآخر وبالتأكيد السلعة الاستهلاكية هي من تتسابق إلينا .. الآن أفتح كيس المينو وأتحادث بطريقة تحمل الكثير من العواطف عن أنواع الحلويات التي كنا نحبها في الصغر ..حلويات ربما إن وجدتها الآن لن تكون بتلك اللذة والمتعة التي صاحبة طفولتنا .. وما أن نتذكر اسم لـ فلم كرتوني أو مصطلح لشخصية قديمة حتى نصرخ بالحنين وتتقافز فراشات الحب من أعيننا مع الغبار المنبعث منه.
ثم يندرج الحديث لطريقة الملابس ونوع الأحذية (وأنتم بكرامة) وكيفية الملابس الآن ومن ثم شكل السيارات .. ونوع الأقلام والدفاتر، والساعات، والقمصان والثياب.. وليست عملية التغيير الشكلي قضيتي!
Make up والذي كان في أيام الوالدة..يقال عنه “مكياج”.. بـ الظلال الأزرق حول العيون والروج الأحمر والذي أصبح اليوم lip stick فما أن تنغرس في صور الزفاف القديمة لأهلك حتى تجد جميع من في الصورة على تلك التشكيلية اللونية فقط من النساء.. ونفس الصور تجد قصات الشعر للرجال قبل النساء وشنباتهم الطويلة الكثيفة.. وبنطلونات واسعة من الأسفل وضيقة من أعلى. فنوع الأطعمة .. نوع الملابس .. نوع السيارات والأجهزة والجوالات :البيجر”.. والألعاب الالكترونية وأشكالها.. وجميع ما تستطيع الحصول عليه اليوم بـ مالك!
من حدد لنا ذوقنا العام .وقرر أن اللون الأصفر هو موضة هذا الصيف سواء أكان لون مناسب أم لا ..وقرر أن “الكدش” أجمل علينا أو الصلع تسريحة أفضل؟..هل نزعم أننا من نختار ولدينا القدرة في اختيار مايناسبنا؟
في الحقيقة وجدت بعد استعراض العديد من رحلات التسوق على مر السنين أننا نحن نستهلك ما هو “مطروح”.. نحب ما نجده أمامنا ونعتبر أن ما تم طرحه في الأسواق هو دلالة على “رقي الذوق” بعد أن تجردنا من لوننا المفضل ومن رغبتنا في تذوق أي شيء آخر مختلف!
الإعلام والذي يروج لـ تحديد مدى تحضرنا وتقدمنا، فقط لو “تفرجنا” على ما يطرح به من نوع مسلسلات أو حتى إعلانات تجارية .. نجد أن هناك اتجاه واحد لصاحب الذوق الرفيع ولا أعني بذلك أنه ذوق واحد لا .. ولكن ما يطرح الآن وفي هذه اللحظة هو الأجمل وما كان قبل سنة انتهى أمره.. وأي طرف آخر لا يواكب تلك التطورات يعتبر متأخر في ذوقه وتحضره إن لم يكن مجاري ومتابع لما يحدث إعلامياً!يجب أن أؤكد أني لست ضد التجديد والتطور والانخراط في ما تطرحه العولمة من أفكار جديدة ومتجددة كل يوم عن البضائع الاستهلاكية، قضيتي: لماذا “هي” من تحدد ذوقنا وتضييق الخناق على أي نوعية منتج آخر سواء أكان قديم منذ 50 سنة أو حتى قبل 3 سنوات من الآن؟.. وتصنف أي بضاعة استهلاكية انتهت قبل قليل سواء أكانت طعاماً أو لباساً أو حتى أجهزة في دائرة التأخر الذوقي .. !الأكثر “هبلاً” تحديد التذوق والذوق العام في الطعام، لتكون المكرونة الفوتوشيني الآن أفضل من “السبقيتي”؟ أو أن الديو والباور هورس يغني عن التيم؟ وربما الآن.. كل من لا يأكل دوريتوس لا يفهم في معنى الطعم الحقيقي للسناك أو الوجبة السريعة، ومن لا يأكل من المطعم الشهير لا يفهم في قضية الشهية والإشباع.. وكل من يأكل مينو نسمة أو مينو خواتم هو متأخر ذوقياً! ففي ثقافة الاستهلاك..من يحدد ذوقنا العام؟ وهل نصنف بأننا متأخرين لو ما زلنا نحب أن نأكل مينو نسمة بدل دوريتووس؟ أم هي موضة العودة للماضي؟
تم تحديد الذوق العام (الجيد) مسبقاً، ثم كان لك الاختيار من مجموعة محددة (أعتقد) أنها ضيقة! فهل أصبحنا مدللين من كثرة الخيرات المتاحة لدرجة أننا لانستطيع اختيار شيء واحد فقط، فأين حرية الاختيار المزعومة؟

التعليقات: 5 | الزيارات: | التاريخ: 2012/09/19

5 من التعليقات

  1. يقول وكالة:

    رووووووووووووووووووووووعة

  2. يقول NOURA:

    فعلََا

  3. يقول NOURA:

    فعلََا

  4. يقول NOURA:

    فعلََا

  5. ان لم يكن للإعلام دورة ومصداقيته وصراحته فليس له فائدة بل سيكون ضرره أكبر للأسف