السلام عليكم،

كثيرة هي تلك الأشياء التي أحب وأقتني في حياتي، وتعداد هذه النعم الكثيرة أمر بالغ في الصعوبة إن لم يكن أمراً مستحيلاً. في يوم ما كنت أقرأ هذه الآية: {{ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون }}
وتساءلت كيف سأنال أنا البر؟
هل أستطيعه؟ أو هل لي طريق سهلة إليه؟ كيف الوصول للبر (لم أفكر كثيراً ما هو البر ولكني أريده) وبلوغي إليه يكون عن طريق شيء واحد فكلمة “إلا” الاستثنائية والتي تثير في نفسك الاستثناء المطلق للحل الوحيد لوصولك إلى البر: الإنفاق مما نحب؟؟
استيعابيتي شديدة الانحصار حول التصدق والإنفاق المادي، فكل ما أفكر به هو مبلغ مقطوع من المال من راتبي، أو حتى الصرف على أهل بيتي بين فترة وأخرى، مع التأكيد على احتساب الأجر. ثم أنتقل في إنفاقي والتصدق إلى قضية التصدق بالفعل وبالأخلاق كما هي حالنا مع الابتسام والتي نادراً ما أعي نية احتسابها (قاتل الله الشيطان).

منذ هذه الآية (أقصد بعد أن توقفت عندها) أخذت التفكير بالبر وليس مجرد التصدق (لأني أحسست بشيء جديد أريده، فالبر أحس انه اسم جامع لكل خير يريده كل شخص). تساءلت ماذا أحب كي أستطيع أن أنفقه من أجل البر؟
المال بالطبع بالرغم من أنه سائب بالنسبة لي وليس لدي القدرة على الحرص عليه والاحتفاظ به. ثم الطعام من الأشياء التي أحب (سهل الإنفاق والتصدق بالطعام)، ولو حددت أنواع الطعام وجدتها أنها أسهل مما أعتقد. حسناً، ماذا أحب أيضاً؟

الماء! أحب الماء
نعم، لذلك سأفكر كثيراً أن أتصدق به، وأنفق ماءاً للجميع ..

أحب هذا وذاك ..! وكثيراً مما أحب من مقتنياتي الشخصية والعامة!
ومحبتنا للأشياء هي أشياء نتعلق بها وتكون جزء منا أكثر مما نتخيل، وهذا دليل على أنك حين تترك شيء غال ستفقد جزء منك، ولكنك ستجد لذة مختلفة للحصول على شيء أعظم!
سبحان من جعلها كذلك!!
التنازل عن ما أحب حقيقة والتخلي عنه لمجرد أن أنال شيئاً أكثر\أكبر\أعظم\خارج حدود التخيل!! وفي اعتقادي أن التنازل عن أمر ما غالي سيكون في محاولة للحصول على شيء أكبر منه وذلك الإحساس لا يأتي من مجرد التفكير في التنازل بل الامتثال له كأحد وسائل طلب البر! (واو)!!

يالله !! ما أكرمك وأنت خير الأكرمين ..
ربي أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك، وتقبل منا ما أنفقنا في سبيلك كي ننال البر، فلا تحرمنا إياه.

أسأل نفسك ماذا تحب؟
وهل تستطيع التنازل عنه من أجل شيء ما آخر (لا تعلم حقيقته الحقيقية) لأنه أمر لا يسع التصور ولا نعي حجم كرم الله علينا. ثم أنفقه لمن يستحقه.

لا حرمنا الله وإياكم الأجر!

ملاحظة: لا أملك خلفية شرعية في القدرة على تفسير الآية، فإن أخطئت في شيء لا تنس أن تنبهني كي لا ينتشر الخطأ!

التعليقات: 2 | الزيارات: | التاريخ: 2011/12/11

2 من التعليقات

  1. يقول بُدُور:

    ما شاء الله تبارك الله
    أغبطك عزيزتي على هذه المدونة الجميلة وعلى الفكر المنتج الذي تملكينه
    نفع الله بعلمك وزادك معرفة وجمال

    إضافتي هي مجرد تعقيب حتى يطمئن خاطرك
    فقد بحثت عن تفسير الآية ووجدت نصا مفرغاً للشيخ صالح المغامسي حفظه الله
    وهذا جزء من كلامه:
    “(( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ )) لن تحصلوا عليه لن تدركوه . (( حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ )) أي حتى يتخلى الإنسان عن محبة الدنيا والتعلق بها ويصل بنفسه إلى مرحلة يتخلى عن ما يحب من أجل ما عند الله جل وعلا من ثواب وعطاء وجزاء .
    ثم قال سبحانه : (( وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ )) كل ما أنفقه الإنسان مهما عظم أو حقر فإن الله جل وعلا يعلمه ويكتبه له إن خيراً فخير وإن كان غير ذلك فغير ذلك .

    البقية من هنا
    http://audio.islamweb.net/AUDIO/index.php?page=FullContent&audioid=218370
    وهنا أيضاً
    http://www.saaid.net/Doat/almgamce/20.htm

  2. يقول سميّة:

    وعليكم السلام ،

    عندما قرأت تدوينتك الرائعة أستاذة وعد تذكرت موقف الصحابي الجليل ابو طلحة رضي الله عنه من الآية
    وتجاوبة السريع معها بخلاف ما يكون من الكثير من تأجيل وتسويف لتقديم ماينفعنه في حياتنه.

    روى وكيع في تفسيره عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ( لن تنالوا البر ) قال : البر الجنة ] وقال الإمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، سمع أنس بن مالك يقول : كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء – وكانت مستقبلة المسجد ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب – قال أنس : فلما نزلت : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) قال أبو طلحة : يا رسول الله ، إن الله يقول : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله تعالى ، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله [ تعالى ] فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” بخ ، ذاك مال رابح ، ذاك مال رابح ، وقد سمعت ، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين ” . فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله . فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه . أخرجاه .
    من موقع إسلام ويب