السلام عليكم،

كنت في حديث مع نفسي قبل عدة أيام، وكانت تحدثني عني وعن تغيرات قد أحلت بي. كيف ومتى،ولماذا أصبحت أنا بهذه الصورة؟ ولم أكن كذلك قبل عام؟ أو خمسة أعوام مضت.. من كان المؤثر؟ وكيف استطعت أن أتجاوب مع تغيرات أصبحت أسلوب “حياة” جديد لي؟ المؤثرات متعددة وكثيرة تتمثل بشخصيات عديدة.. فكرت قليلاً، ولم أتعب في إيجاد السبب! إنها العلاقات الجديدة التي ربطتني بصديقة ما!

بدأت القصة قبل 5 أعوام وعدة أشهر قليلة، حينما احتجت لمساعدة ما في إحدى مشاريعي ولم أجد بدأً من محادثة شخصية معمارية لا أعرفها إلا إسماً..ولم أعتقد للحظة أنها ستفيدني ليس لقلة خبرتها، لا ولكن لأني لست من أولئك الذي يستمعون إلى النصح والمساعدة أو يستطيعون بعد الطلب أن يتموا ذلك!
ولكني استطعت الاستفادة منها بقدر حجم المشروع، ولكن توطدت العلاقة إلى صحبة شخصية، بالرغم الاتفاق المسبق مع نفسي أن العمل يظل عملاً ولا مكان لغير ذلك! (كل ذلك لا يهم حتى الآن)..
بدأت التعرف واستطعت أن أقتبس القليل من هذه الشخصية وهي التغيرات التي طرأت علي، وبالمناسبة إن التغيرات كانت سعيدة جداً، بعد سنوات من المعرفة استطعمت طعم هذه السعادة بسبب جودة الحياة التي كانت تمررها إلي دون أن تشعر!

– إفعل ما تحب:
هذه كانت البداية، بعد التعارف طرحت لي الكثير من أعمالها ومشاريعها والتي هي هوايتها وحبها الأبدي، وبالطبع انتماءها الشخصي في العمل وفي الدراسة والتخصص، حتى انعكس كل ذلك على كل فكرة جديدة تستثمرها لنفسها ولغيرها. واكتشفت أنا من خلالها أن فعل الشخص لما يحب، وتحويله هوايته وحبه إلى عمل هو أمر يبعث السعادة!

– لك ولغيرك:
ثم، مشاريع شديدة العلاقة مع الآخرين، فكل فكرة تخطر ببالها ما هي إلا وسيلة لمساعدة شخص ما، لذلك بدأت في مساعدتي حتى وإن لم تستطع في البداية أن تفيدني في ما كنت أطلب. تشدد دائماً على أن ما قامت به في هذه الفكرة هي من أجل مساعدة شخص ما حتى تطورت وأصبحت مشروعاً، وأجمل مشاريعها كانت لمساعدة تخصصها وأصحاب هذا التخصص! إن الشعور الناتج من المساعدة ما هو إلا سعادة!!

– اصبر:
كنت أنظر إلى طريقة تفكيرها واستغرب كيف لها أن تتحمل شخص مثلي، شخصية كثيرة “الحن”، شديدة العصبية، ربما أضرب لمجرد أن لا يعجبني شيء! ماذا تريد كي تصبر علي؟ هل من نتيجة تريد الوصول إليها من خلالي؟ هي لا تحتاجني ولكنها صبرت على مزاجي المتعكر، وقد لا تحمل الصبر إلا معاني الشقاء وبالرغم من ذلك إلا أن تحملها وطول بالها كان سبباً في تهذيب أسلوبي وكان عائداً سعيداً!!

– الجانب المشرق:
إنني شخص متفاءل بطبعي، ولكن عند حلول المصائب، عند اختفاء مشرووعي من الجهاز، عند حصول ما لا يعجبني فأنا شخص لا تريد أن تقابله نهائياً في حياتك، وبمجرد أن أحادثها فإنه ا تقلب كل نكد إلى هذا السؤال: أوكي، الآن وقعت المشكلة ماذا نفعل؟ هناك حل بالتأكيد في مكان ما!! تختفي جميع أنواع العصبية بطريقتها (حتى الآن لم أتعلمها) ولم أستطع، فلديها القدرة في تحوير كل ما هو سيء أجلبه أنا إلى أمر جميل وسعيد!

– نحن:
في بداية معرفتي بهذه الشخصية، قالتها لي صرريحة. اجتماعنا القادم الساعة الخامسة، وسنستطيع أن نصل إلى ما يساعد مشروعك ومن ثم نكتب التقرير!! نون الجمع: نحن!! كل ما ستقدمه لي، أمر ستشاركني به معها في تقديمه، بالرغم أن المساعدة ستكون منها ومن ثم سأقوم أنا بكتابة التقرير! لا أدري إن كانت تتعمد ذلك ولكنها كانت طريقة مريحة جدا عندما تحس ان من يساعدك معك وأنتما معاً في العمل، كي لا تقلق. القدرة على أن تعيش مشاكل الآخرين وتتعايش معه ما هو إلا من دواعي السعادة!

– ماذا تريد؟
بالطبع من الصعب أن تعرف مزاجي السيء لهذا اليوم، وأكتفي بكلمة وكلمتين لها حتى تبتعد لأني سأضع جل زهقي وطفشي وضيقي عليها. كل ما فعله هو السؤال: هل أبقى؟ هل تريدين حلاً؟ هل تريدين فقط التحدث؟ هل أدعك تنامين الآن؟ أن تسألني ما أريد وتتصرف وفقاً لرغبتي يجعلني أحس بالراحة الحقيقية عندما أريد التحدث أو النوم أو حتى ان تغيب عن وجهي! قوة الاختيار تجعلني أشعر بقوة ومتانة علاقتي معها، فلا أتعب من أن أقول لها بصراحة دعيني أنام الآن، وعقب يصير خير! شكراً لك أنا أشعر أن ذلك أمر سعيد!

– مختلف:
إفعلي شيئاً جديد، لا تكرري الفكرة، إبحثي عن شيء مختلف. هذه بحق أساليب تفكيرها، وبالرغم من أني أفكر بذات الطريقة إلا أنني لم أنتبه لنفسي إلا بعدها. دائماَ ما تسمي الأشياء بطرائق جديدة، فحتى الشتائم لها وقع خاص لديها، لأنها تنظر لما بعد ذلك. كل سب وشتم هي نتيجة لقهر ما أو شعور معين، يجب أن تفكر لماذا كانت؟ حتى تحدد أي سعادة ستكون بعد ذلك!

– أحب ذلك:
نعم، توثقت العلاقة دون شروط! أن تحب كما أنا، وكما لا تتوقع ولا تحب ولا ترغب. بكل مزاج سيء وجيد، بكل وقت، بنزق أو من غير كلام. أن تتقبل الشخص، الصديق بدون شروط أو مفاهيم أو ….whatever! وأنا كذلك أتقبلك طبعاً، وأن تعد ولا تفي لها وتعدك ولا تفي هي.. وتتعادل معها، يوم لك ويوم عليك ويوم لكما ويوم عليكما! وبالرغم من ذلك لا تقلق ولا تخاف ولا تتعب ولا تشيل هم ولا تشيل هي هم، تثق وتثق أنت، وتعلم وتعلم هي، إنها الحياة!

– إذن:
إنه شخص حقيقي، (طلبت مني عدم الافصاح بإسمها) وليس حلم أفقت منه، إنها شخص عايشته وتحمل عيوباً لا أريد أن أراها لأنها لم تر بي عيباً واحداً! إنها شخص في عمر الشباب، لم تكتم رغبتها في العيش بسعادة! وتحقيق ماتريد..

– أنت:
تأكدي أنك حققت لي حلماً حقيقياً وأعيش امتنانه كل يوم لك، أعترف أنك قدمت لي ما لا أطلبه، وما طلبته وأكثر، أرجو أن أجد شيئاً عندك تعلمته مني، وتذكري إنها حياة = life

نسيت أن أنوه: هذه التدوينة هي امتنان شديد اللهجة لكِ صديقتي العزيزة 🙂

التعليقات: 1 | الزيارات: | التاريخ: 2011/12/18

تعليق واحد

  1. هنيئاً لك بصديقتك، وهنيئاً لها بك

    الله يديم الي بينكم عامر 🙂