السلام عليكم،

شاركت في ندوة تقنية كانت الأولى من نوعها في مدونة عالم التقنية، وكانت هذه الندوة عن التدوين النسائي.. تم طرح الأسئلة على مجموعة من الفتيات المدونات وكنت أنا من بينهن .. إليكم الندوة: هل التدوين النسائي حقق النجاح؟ كاملة كما هي من موقع عالم التقنية.. ولا يسعني إلا أن أشكر الأخ سعود الهواوي على إتاحته هذه الفرصة ..كما أشكر بنان على مشاركتها لي النقاش حول الموضوع 🙂


مع تزايد ظاهرة التدوين في المجتمع العربي يبرز لدينا أن الجانب النسائي من التدوين يطغى على الجانب الذكوري من ناحية العدد والمحتوى , فالمدونات النسائية تزداد يوما بعد يوم وتتنوع في الطرح على حسب تخصص الكاتبة أو المدونة في موقعها الشخصي, ولكن مع هذا الانتشار الكبير في التدوين النسائي , دائما يدور بذهني هل التدوين النسائي حقق النجاح؟ أم هي مجردة “خربشة” من مجموعة من المتحمسات للتدوين فتكتبن أي شيء وفي كل شيء.

 

ولتسليط الضوء على التدوين النسائي قمنا بطرح مجموعة من الأسئلة على مجموعة من الأخوات اللاتي لهن باع طويل في التدوين , ولقد شاركت الأخوات منال الزهرانيودأسماء قدحأوركيدنورة عبدالرحمنمضيعة بيتهم هذه الندوة  وكانت إجاباتهن على أسئلة الندوة هي: ( بقية المقال بعد الفاصل )

 

 

ظهور المدونات النسائية وتزايدها كماً وكيفاً وتنوعها بشكل كبير لدرجة أن لم يبق مجال إلا وظهرت مدونة نسائية شبه متخصصة فيه ( أدبية , علمية , اجتماعية , تطويرية وغيرها ) , برأيك ما هي إيجابيات هذا الظهور وما سلبياته على المجتمع التدويني ؟

نورة عبد الرحمن:كنت دائماً ما أردد هذه المقولة أن الإنترنت أعطانا الكثير فلم لا نعطه لو البعض؟ عندما يبحث أحدنا عن معلومات عبر الإنترنت فهذه المعلومات غالباً ما تكون موجودة في المدونات بالمرتبة الأولى ثم المنتديات والموسوعات الإلكترونية فحصول الباحث عن معلومة في مدونة متخصصة يعني أنه وجد ما يبحث عنه وبالتالي سيجد جميع الباحثون بالعربية عن المصادر والمعلومات بالإنترنت بسهولة لذلك فإني أعتقد أن الإيجابيات معروفه لدى الجميع وهي إثراء المحتوى العربي الفقير بالمعلومات .. فلو كل شخص متعلم وضع بعض من معلوماته وعلمه على الإنترنت سواء على شكل مدونة أو غيره فلن يكون هناك أي شح بالمحتوى العربي.

وقد اعتدنا في السابق أن نجد أغلب النساء والفتيات في الإنترنت تنحصر اهتماماتهن باللباس والطعام اليوم أصبحت الاهتمامات متعددة أصبحنا نجد نساء من شرائح اجتماعية وتفكيرية متعددة منطلقة مثقفة ومعطاءة أكثر تتحول مدوناتهن لمصادر مهمه من مصادر المعرفة.

بالنسبة للسلبيات أنت تعرف جيداً كيف يصبح هو المطر مدمر عندما يتحول إلى فيضانات؟ هذا ما يحدث الآن طفحت عدة مدونات غير متخصصة لا فائدة منها وغطى طفحانها على المدونات الجيدات اللاتي ينقلن رسالة مهمة إلى العالم عبر مدوناتهن من علم ومعرفة وتجارب حياتية مهمة ولغة عربية رزينة ومعلومات غنية يحتاجها كل باحث وقارئ على الإنترنت كثير ما كنت أسقط على مدونات رائعة بالصدفة للأسف بعد البحث والتنبيش العميق وكنت أتسائل دائماً كيف لم يتسن لي معرفة هذه المدونة؟ الجواب الفيضان التدويني … !

ود: جميع الإجابات المدرجة ما هي إلا واقع شخصي وتجربتي الخاصة، وما أعتقده أنا:

إن الرجل كالمرأة فكرياً والاهتمامات تكاد تكون منقسمة على الطرفين، وإن مالت كفة تخصص عن الآخر فالتدوين وسيلة لإظهار ذلك. وإن انتشرت مدونات رجالية بتخصص معين أكثر من الآخر لا يعني أنه تخصص رجالي بحت ولكن قد يكون السبب أن أصحاب التخصص من النساء لم يصلن إلى التدوين وفكرته لإبراز تخصصهن واهتمامهن.

الإيجابيات:

  • حرية الفتاة المطلقة في الكتابة والتعبير، ليس لها رقيب سوى الضمير الإسلامي الحي. 
  • إثبات أن المرأة كالرجل في حب التخصصات وانتماءها وإظهارها بشكل يناسب شخصيتها.
  • قدرتها على الظهور دون التبجح بصورة غير لائقة لمجرد أن تظهر موهبتها في أي تخصص، لتطرح الرأي والفكرة والتجربة.
  • هي إظهار للجانب الجيد في النساء وفيما يطلق عليه مصطلح فتاة الإنترنت وتصحيح هذه النظرة الفاسدة والظالمة لها.
  • نشرت المدونات النسائية كل ذلك، ونشرت الإبداع النسائي في أكثر من مجال.

 

أوركيد: الإيجابية من ظهور هذا العدد كثيرة فمن الفتيات من لديها مواهب وكم كبير من المعلومات والأفكار والبعض الأخر بحاجة لمثل هذه المعلومات فتصبح الاستفادة متبادله بينهم ، فيشغل الكثير من أوقاتهم وفي نفس الوقت يشعرهم بوجودهم ونفعهم على هذه الأرض، ويعزز قيمتهم أتجاه أنفسهم.

ومن ضمن هذه الأفكار الرائعة بين المدونات إنشاء مجموعات تطوعية تخدم المجتمع وتساعد في تطويرهم ، ونشر ثقافة التطوع

لكن السلبيات هي ظهور بعض المدونات التي تملك فكر منحرف فتجدينها تدخله بين كلمات وبعد فترة يتعلق الشاب أو الشابة بمثل أفكاره وينشر فكرها ، والبعض يكون قد عانا من بيئة ظالمة أو منحرفة ويبدأ بنشر طاقته السلبية فيجد من يناصره في استمرار سلبيته بدل أن يقوم بحل الوضع ، أو وجود من نصب نفسة ” حلال المشاكل” بدون مؤهل حقيقي أو تجربة حقيقة فقط لمجرد المتعة ، وأعتقد أن هذي هي أكبر السلبيات التي تصادفنا وتحتاج لمواجهة

أسماء قدح: من الإيجابيات؛ وضوح الفكرة بنظرة وتجربة أنثوية تساعدنا كثيراً في فهم ما يدور من نقاشات عِلمية و أدبية بشكل أكبر و رؤية المشاكل الاجتماعية و استعراض حلولها بوجهة نظر أخرى قد تغيب عن الشاب مثلاً.. أضِف إلى ذلك تنوّع المصادر الثقافية بشكل عام و توسّع المدارك العلمية للفتاة (الكاتبة) و الذي يعني بطبيعة الحال إظهار الجانب الإيجابي من التدوين بشكل عام.

مضيعة بيتهم: إيجابياته : من ناحيتي إيجابياته كثيرة وعن نفسي أعتقد أن النساء تبادلن الخبرات مع بعض باستثناء معلومات التقنية وغيرها التي يتم شرح من قبل الفتيات يسهل إيصال المعلومة بشكل أكبر وأيضا خبرات في الحياة مثل الطبخ والتجميل وغيرها أصبح مشاركة الفتيات والتعاون المتبادل بينهن والدليل موقع ( أطايب) اللي تجمعن فيه مجموعة من المدونات متخصصات في كتابات تدوينات عن الطبخ ،،

وصعب على الفتيات التعرف على أي فتاة من خارج المملكة و عالم التدوين وتصريح الفتاة باسمها الحقيقي زاد التعارف بين الفتيات وكما سهل التواصل مع بعض لزيادة الخبرات في جميع المجالات ..

سلبيات

السلبيات إن المجتمع لا يتقبل الفكرة أن الفتاة تعبر عن رأيها وان تشارك الآخرين واحتفاظ الكثير بالفتيات بأسمائهن أو الكتابة بأسماء مزيفة

 

 


برأيك مالذي يحفز الفتيات بشكل خاص في مجتمعاتنا العربية على دخول مجال التدوين ؟

منال الزهراني: في المجمل هي لا تختلف عن محفزات أي إنسان ذكرا كان أو أنثى في التعبير عن الرأي والإفصاح عن الاحتياجات والأمنيات والنهوض لطبع بصمة في هذا العالم

والتدوين خصوصاً لارتفاع سقف الحرية فيه، والتخلص من الوصاية هذه الحرية وهذا التخلص من الوصاية هو شكل من أشكال تحقيق الذات لأي إنسان والفتاة باعتبارها مهمشة نوعاً ما اجتماعياً فهي الأكثر تحفيزا لتحقيق ذاتها بالتدوين وغيره

نورة عبد الرحمن: الفتيات كما هم الشباب لهن أفكار وطموحات وحاجات متنوعة أجد أن البعض منهن يدونّ لأجل الحاجة للكتابة والبعض منهن يدونّ لأن التدوين حول موضوع معين يساهم في تثبيت المعلومات وإثرائها أكثر فعندما ترغب أن تدون حول موضوع معين يجب أن تبحث وتدرس هذا الموضوع قبل كتابته, هناك فئه ليست بيسيره أجدها تدون لأجل أن تكتسح مدونتها الإنترنت وتكون ذات اسم مشهور وهذا هدف غالباً ما يكون لمدونون جدد وربما أغلبهم يميل لكون مدوناتهن مع جرف الفيضان التدويني المدمر, ولكن كثير منهن ممن أعرف من زميلاتي يكتبن لأجل أن يسمعن العالم أصواتهن وأفكارهن وهن طموحات بشدة يرغبن بتغيير المجتمع للأفضل. وهذا بحد ذاته حافز ضخم لا يستهان به!

ود: – لا أعتقد أن التحفيز يختص بالمجتمع العربي فقط، فالتدوين النسائي متساوي مع الرجالي في المجتمعات الأخرى ، ربما الفرق في اختلاف التخصصات وكثرتها لدى المجتمعات الأخرى

– المرأة\ الفتاة كطبيعة تحب المشاركة والنصح وسرد الرأي من باب (حب النصح، حب السوالف، حب الحديث، تعتقد أنها تملك وجهة نظر في كل شيء، ويجب أن تطرحها كي يتم الاستفادة منه، ومن طبيعتها تصحيح وتقويم الطرف الآخر) والتدوين تلك الوسيلة التي تساعدها في طرح رأيها ووسيلتها للنصح.

– اعتياد المرأة على وجودها ضمن حدود مملكة خاصة يساعدها على امتلاك مدونة تستطيع من خلالها ممارسة دور الملكة في الكتابة والطرح والتحكم.

– التدوين بيئة صحية نظيفة بعيد عن التستر خلف معرفات المنتديات. لذلك تتجه لها دون أن يكون لها رقيب مراقب أو مشرف متعجرف بهدف التعارف والعلاقات المشينة، وتضييق الخناق على تواجدها فيما طرح وتكتب.

– سهولة الطرح وسرعة الاستجابة الواقعية بعيدا عن المجاملات ذات الطابع اللبق من أجل العلاقات وزيادة عدد المشاركات في المنتديات.

– المدونة موقع خاص بالمرأة هي العضو والمراقب والمشرف وصاحب الموقع .. ولها أن تشرف وتراقب وتكتب وتصفق لنفسها مما يعطيها حرية في التحكم والطرح.

– المرأة بطبعها عاطفية تملك مشاعر وتحب أن تتحدث عنها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فالتدوين وسيلة للكتابة وخروج تلك المشاعر والكلمات سواء باليوميات أو الخواطر.

– المرأة هي الجنس الذي يتحدث دائماً عن التفاصيل وتحب المشاركة مع أقرانها من جنسها لذلك التدوين وسيلة لاستقطاب أكبر عدد من المشاركات معها لإبداء الرأي وطلب المشورة.

– بعض من الفتيات قد يلجئن للتدوين لمعرفة أراء بعض الشخصيات التي لا يستطعن التواصل معهن مباشرة، وقد تنحرج من طلب رأيه في أمر ما، لتكون المدونة وسيلة لطرح رأيها لتعرف رأي الرجل مثلاُ بهذا الموضوع تحديدا وبهذه الفكرة والتوجه، دون محاولتها للتملق من أجل رأي! بعيدا عن الايميل المباشر أو محادثته في الجوال أو في المؤتمر حتى لا يتم وصم الفتاة بأنها تسعى لأمر ما غير الرأي.

أوركيد: لأنه أسهل طريقة ممكن من خلالها نشر أفكارها و خواطرها ومشاركة الغير مشاكلها ومواقفها خصوصا إن كانت عاملة فتجدين الكثير يأخذ برأي زواره دون أن يعرفها الآخرين ، رغم وجود بعض المدونات اللاتي يستخدمن أسمائهن الصريحة ، ولا ننسى المساندة التي ينعم بها المدونون من خلال زوارهم الدائمون

أسماء قدح: أعتقد أنه نوع من الانفتاح الثقافي و الوعي الحاصل في كل المجتمعات؛ فبعد أن كنّا نقرأ غالباً و لا نناقش؛ أصبحنا نكتب للجرائد و المجلات ثم أصبح التدوين طريقة أسهل و أسرع لعرض الأفكار والتوجّهات الثقافية بعد وجود المنتديات التي غالباً ما تسير وِفق أهواء صاحبها و القوانين التي لا تناسب البعض.

مضيعة بيتهم: جميع الفتيات يملكن مواهب ولكن للأسف ما في مجال للفتاة تمارس هوايتها لهذا السبب الكثير يمكن يمارسن التدوين من خلال تدويناتهن للأشياء التي يحببنها ” رسم – تصوير – تصميم … الخ ” ،، وكثير من الفتيات يصعب عليهن التعبير عن مشاعرهن أمام الناس لهذا تستخدم وسيلة التدوين ليسهل عليها المهمة وخصوصا أن التدوين أبواب عديدة متنوعه وليس باب واحد وفي مجال معين و الأسلوب الكتابة بسيط يساعد أكثر لتوجه الفتيات لمجال التدويني :)

 

 


 

كثرة المدونات النسائية بشكل عام هل تدل على أن هناك طفرة ثقافية لدى الفتيات ويفضلن طرح رأيهن الثقافي أو الاجتماعي من خلال هذه المدونات؟

 

منال الزهراني: لا يمكن أن تسمى طفرة ، المرأة تظهر متى ما وجدت منفذا للنور في غرف الظلام تبرق عادة بكل ما هو جميل ولا استغرب ارتفاع مستوى الثقافة الملحوظ في المدونات النسائية

أما كثرتها فربما يعود لزيادة احتياج الفتاة للتعبير كما أسلفت مع محدودية منافذ التعبير هذه وانحصارها غالباً في الإنترنت، والمدونات هي الخيار الأمثل في هذه الشبكة

نورة عبد الرحمن: في مجتمع به صوت الفتاة لا يُسمع فقد وجدت الفتيات بأن لهن أصوات مسموعة ولها وزن على الإنترنت لذلك فهو المتنفس الفريد والسهل الذي يمكن للمرأة التعبير به عن آرائها وعن توجهاتها حتى وإن كانت من مجتمع محافظ دون جرح حيائها أو عفتها, بالتأكيد هي طفرة ثقافية فالإنترنت ساهم بتعزيز الثقافة لدى الشباب, وساهم من جعلهم أفراد فعالين ومعبرين عن آرائهم ولكل منا اليوم رأي وقناعه تخصه وأصبح من الصعب أن يكون 4 أشخاص متفقين على رأي واحد لإطلاع كل واحد على مصادر مختلفه عن الآخر ..

ود: – الطفرة تصيب الجنسين ولا تختص بجنس معين.

– كثرتها لا تدل على شيء، إنما نوعيتها هي التي تدل على ارتفاع أو انخفاض المستوى الثقافي لدى الجميع.

– الثقافة- الرأي- الفكر- الرسم- الكتابة – القراءة – التقنية – الشعر الأدب: لا تختص بجنس دون الآخر.. والدليل أن الجرائد والمجلات والكتب وووو مجالات الفن والكتابة والشعر والرسم والتقنية تحمل رأي كل الجنسين .. وما التدوين إلا وسيلة أخرى لإبراز ذلك.

– المدونات النسائية فتحت حرية الرأي والفكر والكتابة للفتاة، أي فتاة مهما كانت وربما هنا يكون فقط الاختلاف!

أوركيد: نعم أتوقع وجود هذه الطفر بين البعض ، والبعض الآخر حب التقليد لهذا تجدين بعض المدونات مهجورة

أسماء قدح: ربما.. فبعد أن كنا غالباً نقرأ و نتقبل آراء الطرف الآخر دون مناقشة؛ ربما لصعوبة الكتابة للمجلات والصحف و الكتّاب غالباً، أصبحت الفتيات يقرأن أكثر و يناقشن أكثر، و هذا يعني أنهن أصبحن واعيات أكثر لما يدور حولهنّ.. طرح أفكارهم من خلال المدوّنات تعني نشر الفكرة ذاتها بشكل أكبر و طريقة أسلم للتواصل مع الآخرين دون الحاجة إلى مراسلة أحد، فيكفيها كتابة فكرة ما أو عرض موضوعٍ ما في مدونتها و بإمكانها مناقشته مع زوّار مدونتها الذين ليس بالضرورة أن تكون على علاقة أو معرف وطيدة بهم.

مضيعة بيتهم: نعم ، لأن النساء صعب يوصلن صوتهن للعالم وهذه الطريقة أسهل طريقة

 

 


 

يُقال أن من أسباب نجاح أو كثرة التدوين النسائي الظروف الاجتماعية عند الفتيات, فالفتاة تملك وقت فراغ أكثر من وقت الشباب , وأيضا يُقال أن الفتاة “لا تخرج” أو تنشغل بأمور كثيرة مثل الخروج من البيت أو الاستراحات التي توجد عند الشباب- هل توافقن على هذا الكلام؟

 

منال الزهراني: شخصياًَ لا أوافق، لا أعتقد أن الفراغ أو الجلوس في البيت سبب تختص به الفتاة كثير من الشباب الرجال يتقلبون في الفراغ ويفضلون مشاهدة التلفزيون أو الذهاب للمقاهي

على الانشغال بالتدوين الظروف الاجتماعية سبب لنجاح التدوين النسائية نعم ، لكن الفراغ ليس ظرفاً اجتماعيا ما يدفع المرأة اجتماعيا لكي تنجح تدويناً هو احتياجها في الدرجة الأولى

نورة عبد الرحمن: بالتأكيد, هذا أمر ليس مضحك لدي أقرباء شباب مدونون معنا بالكاد يجدون الوقت الكافي لكتابة تدوينة بينما في الوقت الذي يفكر به هو كتابة موضوع أجد من الجهة الأخرى أنا وبعض من صديقاتي في هذا الوقت نكتب 4 تدوينات بحد أقصى وعموماً المرأة توجد بها خصلة مميزة وهي تمكنها من إدارة أشياء كثيرة في وقت واحد فبإمكانها أن تكون موظفة وأم وربة منزل ومشغولة البال ودائماً تجد الوقت لكل شيء .. بينما الرجل لا يستطيع سوى التركيز على شيء واحد فقط عليه إنهائه قبل أن يبدأ بشيء جديد آخر ولا انكر بالطبع الظروف المناسبة للفتاة والشاب في مجتمعنا.

ود: لا.. فأنا شخصياً لا أملك وقت فراغ، وكثيرة الخروج وكثيرة العمل وكثيرة الانشغال ومع ذلك أجد أن التدوين جزء من يومي ومن تفكيري وله مكان في جدولي المزدحم .. ولم يكن الفراغ سبباً في انخراطي به.

أوركيد: لا استطيع التعميم فهناك العاملات والمشاركات في مجموعات تطوعية فوقتها ملئ ومع هذا تجدين مدوناتهن ما شاء الله في حركة دائمة وتطور ومواضيع رائعة ، وفي نفس الوقت نجد بعض المتفرغات كتبن وأفادن ، صحيح أن العدد قليل بالنسبة لمن أعرف لكني أعتقد أن الفراغ سبب إذا كانت توجهات الفتاة سليمة وصاحبة همة عالية في طلب العلم والفائدة ونشرها.

أسماء قدح: من ناحيتي لا تنطبق عليّ هذه النظرة كثيراً؛ فساعات خروجي أو تواجدي خارج المنزل تشابه ساعات خروج أي موظف أو طالب آخر.. وحتى الفتيات الأخريات -إذا أردنا الحديث عن الفتيات في السعودية على سبيل المثال- فبإمكانها الخروج يومياً سواء للتسوق أو التسكع في جلسات المقاهي المخصصة للعوائل، و ذلك يعني تشابهاً كبيراً بينها و بين تواجد الشباب في الاستراحات! الفرق يكمن في مدى التواصل الاجتماعي الذي يعيشه الفرد -ذكراً كان أو أنثى- و مدى علاقاته بالمجتمع المحيط به و كيفية استغلاله للوقت و حجم اطّلاعاته و متابعته للأحداث الجارية.

مضيعة بيتهم: لا ، في كثير من البنات عندهن ارتباطات مع أهلهن وبعض المدونات متزوجات وعندهن بيت وزوج وأبناء وموظفة ومع هذا لديها نشاط ورائع في عالم التدوين ..

 

 


 

هل حققتِ الهدف المنشود من التدوين , إن كانت الإجابة بلا فما الأسباب ؟

 

منال الزهراني: حتى الآن لا يمكنني أن أقول أنني حققت كل ما أهدف إليه من التدوين لكني وحتى الآن أيضاً أعتقد أنني أسير بهدوء نحو ما أريد

نورة عبد الرحمن: بعض من النعم واللا التدوين أفادني في حبي للإطلاع وقراءة الجديد كنت سابقاً من جيل الأوائل في المصممين اليوم أصبحت من مصممي الجيل الثاني بينما أجد بعض من زملائي منذ عام 2003 و 2004 ما زالوا في الجيل الأول متأخرون عني وبعضهم تقدموا علي وسبقوني والسبب يعود لتقدمنا على زملائنا لكوننا ندون المعلومات ونقرأ ونتابع ما حولنا, لم أكن أحب القراءة والإطلاع إلا بعد وجود المدونة.

بالنسبة للا دائماً أشعر بالطمع والعطش عندما تكون هناك معلومات لذلك طمعت منذ البداية أن التدوين سيطورني لأعلى مستوى يمكن أن يصل إليه المرء .. ( ربما أنا من النوع الذي يحب تكليف نفسه فوق طاقته دائماً ) لكن أحاول أن لا أجعل عملي وتفكيري يشغلني عن العودة دائماً لمدونتي وإمداد زواري بالمعلومات التي أستطيع كتابتها فهو بالأخير عمل خيري لصالحي.

ود: نعم ولله الحمد ..

أوركيد: نعم ولله الحمد واسأل الله أن يديم علي تحقيق الأهداف ، فما زلت أحاول أن أصل :)

أسماء قدح: حققت جزءاً بسيطاً منه؛ وأعتقد أنني سِرت في الأيام الأخيرة على منحنى آخر.. فبعد أن كان هدفي في التدوين هو تعريف العالم العربي بماليزيا؛ من خلال الحديث عن الماليزيين الذي عاشوا في دول عربية كالسعودية والأردن و مصر و أثر الاغتراب و العودة عليهم؛ أصبحت فيما بعد أتحدث عن ما يحيط بي في ماليزيا و أثر الانفتاح الكبير الذي نعيشه و تأثر التواجد العربي فيها بالإضافة عن الأمور الشخصية و ماله صلة بي..

مضيعة بيتهم: نعم ،، وحققت أشياء كثيرة ما كنت أتوقع أني احققه

 

 


 

ما هي أكثر الصعوبات (تقنية – ظروف اجتماعية…الخ ) التي تواجه الفتاة لتنشئ مدونتها وتكتب آرائها فيها ؟

 

نورة عبد الرحمن: بالنسبة للظروف التقنية ليس كل شخص ملم بكيفية التعامل مع وجود موقع له ودومين ومعرفة كيفية التحكم بمدونته لذلك فإن المانع الرئيسي للفيتات من التدوين عدم إلمامهن بهذه الأمور بالتالي تكاسلهن عن إيجاد مدونات لهن .. على الرغم من وجود مواقع مجانية تسهل هذه العملية لكن بعض الفتيات يرفضن لعدم إلمامهن بلوحة التحكم.

الظروف الاجتماعية الحمد لله الآن هم قلة الآباء والأمهات والأزواج المتحجرون الذي يمنعون بناتهم أو زوجاتهم من وجود مواقع لهن يتبادلن بها الفائدة بل بالعكس دائماً ما نجد هؤلاء هم أول من يقف للتشجيع وربما هم أول من يصرخ بهن إذا لم يكتبن أي جديد أو أغلقن مدوناتهم فإن الأسرة دائماً ما تدفع بهن إلى الأمام لا إلى الخلف

هناك أيضاً ظروف دراسية وأعرف الكثيرات ممن لا يرغبن بالتدوين خوفاً من الفشل في الدراسة على حساب التدوين, وأجد أن هذا أمر لا مبرر له فالتدوين يمكن أن يكون في العطلات الأسبوعية وأوقات الفراغ ومهما كان الشخص مشغولاً لا بد أن يحصل على بعض من الفراغ.

ود:– بالنسبة لي (تقنية) ربما، كوني قليلة الخبرة في هذا المجال.. وأحتاج تواجد شخص تقني يساعدني.. وكان هذا أمراً صعباً.. وحاولت التعلم ولكني حتى الآن بطيئة التعلم في هذا المجال. فالمتخصص ليس كالمبتدئ أو المتعلم الذاتي لأمور يعتقد أنها معقدة بالنسبة له.

– الظروف الاجتماعية لا توجد ولله الحمد فالرقيب الشخصي متواجد، والثقة في طرح الفكرة المفيدة تسبق أي عائق آخر. أما العائلة والأهل على علم ودراية بالمدونة، وأملك الكثير من المراقبين الخاصيين بي من أجل التقويم بطلب مني.

– الفتاة التي تجتمع فيها الثقافة، الإرادة، الفكرة، الهدف،الوقت/اتصال جيد :) ممكن أن تكون لها أفضل مدونة

– لو كانت هناك مشاكل اجتماعية (يمنع الأهل الكتابة) قد أقول تستطيع البداية باسم مستعار دون علم الأهل وتقيس بعد ذلك مردوده عليها، ومن ثم تناقشهم به بعد حصد نتائج جيدة.

– قد تكون هذه مصاعب لدى بعض الفتيات: الوقت / المود المناسب للتدوين / الموضوعات الغير متكررة أو مستهلكة / افتقاد الخبرة في الكتابة والاطلاع على جديد التدوين والمدونين والمدونات.

أوركيد: أتوقع أن أكثر صعوبة قد تواجه الفتاة الظروف الاجتماعية ( بعض الأهل يرفض فكرة التدوين قبل أن يفهم معناها الحقيقي أو نتائجه ) وبعدها المالية إذا كانت لا تملك دخل من خلاله تستطيع توفير دخولها على الإنترنت

أسماء قدح: بالنسبة لي كان أكبر عائق هي الظروف الاجتماعية و التي كانت أكبر تحدٍ أواجهه في حياتي؛ فنظرة المجتمع المحافظ -جداً- ما زالت لا تتقبّل فكرة أن تناقش فتاة شاباً في فكرة ما، أو أن يكون هناك أخذ و رد بينهما، فهناك ما يزال رجال يمانعون فكرة أن يردّ شاب في مدوّنة فتاة أو العكس تماماً كما يحصل في بعض المنتديات، أضِف إلى ذلك عدم تقبّل الكثيرين من الرجال فِكرة وجود مدوّنه تخصّ زوجته مثلاً خاصة إذا لم تكن فكرة التدوين تستهويه.. نظرة المجتمع -سابقاً- للفتاة على أساس أنها فرد لا يعي غالباً ما يحدث في الجوانب السياسية و الاقتصادية وغيرها، لكنني أعتقد أنها بدأت تقلّ عما سبق خاصة مع الانفتاح و الوعي الثقافي الحاصل. و إذا استطعنا التغلّب على العائق الاجتماعي فهذا يعني استطاعتنا التغلّب على العوائق الأخرى كالتقنية

مضيعة بيتهم: المجتمع هو اكثر شيء صعب لانه يرفض أن الفتاة تبدي برأيها وتذكر اسمها وتكتب بحرية وتناقش الآخرين ، لأن في كثير من الناس يعتبر الفتاة عار إلى اليوم ، ولو يعود العصر الجاهلي لتم وأد البنات ،، والمجتمع لا يتقبل الفتاة مهما كان ، يمكن يكون هناك نسبة بسيطة التي تتقبل الفكرة ولكن مع هذا تواجه الفتاة صعوبات..

أما من ناحية التقنية بالعكس وسائل التقنية أصبحت سهلة جدا ومتوفرة لدى الجميع إلا في بعض الأسر التي يمنعون الفتاة من استخدام وسيلة الإنترنت بحجة إن الإنترنت من الأشياء السلبية

 

 


 

ماذا لو : توقفت كل المدونات النسائية عن التدوين , ما العنصر الجوهري الذي سيفقده المجتمع التدويني من بعد غياب التدوين النسائي ؟

 

نورة عبد الرحمن: مقوله مشهوره تقول (( الحياة بدون النساء نعيم لا يطاق ))  سؤال صعب أن أجيب عنه .. ربما لست مؤهلة للإجابة عنه و ربما بعد أن نمر بتجربة كذه :) قد أجيب عن هذا السؤال لكن الأكيد هو أن حجم التدوين سيتأثر سلبياً سواء بغياب العنصر النسائي أو الرجالي لكل منهم وزن ثقيل على الإنترنت لا نريد خسارته

ود: راح تفقدوني :) , التدوين: فكرة، رأي.. واختفاء فكرة من المجتمع دون الآخر يسبب خلل ما!

 

أوركيد: سيفقد عينه الأخر ويبقى ينظر للأمور بنظرة قاصرة محدودة ، لن يتمكن من فهم الكثير من الأمور إلا بطريقتهم التي تناسبهم ، أتوقع لحظتها راح يعرفون قيمة المدونات النسائية ، فالنساء عنصر مهم وفعال في المجتمع طالما تمسك بقيم الدين وتعاليمه

أسماء قدح: سيغيب الفِكر الأنثوي بشكل عام، و ستغيب المدوّنات النسائية المتخصصة في المجالات التي غالباً ما تكون أعلم بها الفتاة من الشاب كالمدوّنات المتخصصة في الطبخ (فوتون+أطايب+مس كب كيك) والأزياء (يوتيرن فاشن) و مدّونات الأمهات اللاتي يعرِضن تجاربهنّ التربوية، و المدوّنات التي تُعنى بالأعمال اليدوية (ندي شوب مثلاً )

 

مضيعة بيتهم: تبادل الحوار بين الجنسين وسيصبح التركيز لجنس واحد وعدم التنويع في كثير من المواضيع والمناقشات المرأة تكمل الرجل والرجل يكمل المرأة وكل من الطرفين بحاجة للأخر ,

قد يكون للفتاة خبرة يستفيد منها الرجل وأكيد العكس أيضا, كثير من الفتيات يملكن قلم ذهبي وعقل رائع يخدم المجتمع بشكل كبير ..

تخيل أن التدوين يصبح مرتكز على الرجل أو العكس …!! بالمختصر سيكون بلا حياة.

 

 


 

في ختام الندوة اشكر الاخوات المشاركات في التكرم بالاجابة على أسئلة الندوة الأولى التي نطرحها في عالم التقنية واحب ان اشكر سلوى القاسمي وشاطيء الابداع والوسام على تعاونهم في تنسيق هذه الندوة , نراكم مرة أخرى في ندوة قادمة  بأذن الله.

 

🙂

التعليقات: 4 | الزيارات: | التاريخ: 2009/04/03

4 من التعليقات

  1. يقول Mr.Caffeine:

    رغم إيماني بعدم جدوى النقد وأنه لم يحدث في التاريخ أن شيد تمثال لناقد مهما كانت دوافعه .. إلا أنني سأنتقد بعض ما ورد على لسانك أختي “ود” ..

    “تدرين ..هونت ” ..

    ربما : مساء الخير

  2. احيي جميع المُدوِنات الاتي طرحن رأيهن بهذا الموضوع
    واتمنى لهن دوماً مزيد من التقدم و النجاح في التدوين

    بالفعل بالفترة الاخيرة اصبحنا نرى تطور ملحوظ في مدونات نسائية متخصصة
    نفخر بوجودها ..

    ومثل ماذكر قبلاً .. فرأيي هو اذا استثنينا 90 او 95 % من المدوِنات
    الاتي اتخذن هذا المجال ربما للترويح النفسي او التحدث عن مافي النفس
    ربما لأنها لا تجد من يستمع اليها .. فهذه مدونات شخصية .. ان صح التعبير
    فهي شخصية للمدوِنة نفسها .. وليست هناك اهداف اخرى ..

    ولكن اذا القينا النظر على المدوِنات المتخصصات في هوايات معينة
    فإن هناك العديد من الفتيات الرائعات الاتي استفدن من اوقاتهن
    بالاستفادة والافادة ..
    وهذا النوع من الفتيات الاتي يبحن عن اثبات ذواتهن والنجاح في تخصصاتهن
    مثلهن مثل الشباب المتخصص تماماً ..

    اتمنى للجميع التوفيق
    وشكراً لعالم التقنية على طرح الموضوع

  3. […] المشاركات في ندوة تقنية عن التدوين النسائي بعنوان: هل التدوين النسائي حقق النجاح؟ وكان محور رأيي يتمثل في كون جنس المدون لا يؤثر بالتدوين […]