السلام عليكم،
ظلت هذه التدوينة محبوسة بلونها الأبيض لعدة أيام بعد قراري للعودة للكتابة والتدوين، وما أن فتحتها حتى اكتشفت أني فقدت لياقة الكتابة..
أن أكتب الآن وبعد انتهاء إجازتي التدوينية أمر بالغ الصعوبة.. خاصة أنني نويت أن أكتب لأمي ومن أجل أمي .. لأنني كنت أود الكتابة لها وعنها منذ ما يقارب السنتين بعد أن عشت تجربة أسبوعين بعيدة عنها.. وأخبرتها برسالة نصية في ذلك الوقت (أن لا دجاج كدجاج أمي) فهمت والدتي مغزى الرسالة وابتسمت ابتسامة الفاهم\العارف.. بعد أن غرزت في داخلنا نحن أبناءها شيء منها لا يمكن أن نجده في مكان آخر مهما بحثنا عنه!
حتى اليوم لم أتجرأ الكتابة لها خوفًا أن أكتب ما لا يرضيها.. ولكن بعد أن دخلت أمي عالم النت قبل شهرين من وفاتها – لم تكن تعرف حتى كيفية إشعال الجهاز – لكنها تعلمت بسرعة ووصلت مدونتي والفيسبوك..!
ما يبكيني الان انها قرأت كل تدويناتي وعلقت عليهن شفهيا لي.. واستشهدت بي في مجلس النساء! ووضعت اوراق صغيرة على مكتبي لتصحيح بعض أخطائي.. وقالت لي: “سأكتب في مدونتك موضوعا حالما تنتهين من اجازتك التدوينية.. ولن ادعك تكتبينه أنتي.. بل سأتعلم الكتابة والضغط على لوحة المفاتيح بنفسي ثم تنشرينه هنا”.. رأيت حماسها ورضاها وقررت أن أكتب عنها فعلا بعد انتهاء فترة اجازتي التدوينية.. توفت أمي ولم تكتب لي شيئاً ولم تخبرني عن الموضوع الذي أرادت أن تكتبه هنا..وبالفعل كتبت عنها أصعب ما قد اكتبه في حياتي ..
أشتاق وجودها بشدة تعصرني وما لي حيلة الا الدعاء لها.. وأظنني لن أكتب شيء آخر لها أو عنها سوى ما قامت بتعليمه لي منذ سنتي الاولى وحتى اليوم.. وادعو الله ان نكون انا واخوتي الولد الصالح الذي يدعو لها ولا ينقطع عملها بإذن الله..
هذه هي بداية العودة للتدوين ان شاء الله.. وان كانت الأحداث تستوجب طرق جديدة في التدوين أو توجهات مختلفة.. إلا أنني سأبذل جهدي كي أواكب الركب دون أن أخسر ما أخطط له وأطمح إليه.. ضمن سياسة جديدة نوعا ما..
أشكركم جميعاً.. وأشكر كل من كتب عن أمي .. وكل من دعا لها ووقف بجانبنا حتى اليوم..
كتبوا عن أمي\
لا زالت (منيرة) – هند
إضافة – عمي محمد
صديقتي وعد – ماسة زيوس
تخاطر إلكتروني – ومضة
وانا على فراقها لمجزنون – miss- fog
وعد – شهد أخلاق أخرى – جواهر منصور
اللي خلف ما مات – وصايف الخويطر
تحديث\..
نسيت أن أخبركم .. أني حصلت على شهادة الماجستير (أخيراً).. جعله الله من العلم النافع وأجره وثوابه لوالدتي في كل كلمة تعلمتها وعلمتها..