كُن T

تدرّب أغلبنا على مجال/ مهارة محددة. لكن سوق العمل يتغير بشكل متسارع وهو بذلك يتطلب مهارات واسعة او معرفتك لتطويع مهاراتك بشكل أوسع والا خياراتك في العمل ستكون محدودة للغاية. يعتمد مجال تصميم الخدمات على أفراد متقاطعي الخبرات يعملون بشكل تعاوني، تم طرح نظرية حرف التي في مجال التصميم والابتكار من قبل آيديو (كيلي، ٢٠٠٠م). وتكمن الفكرة خلف هذا التشبيه لتصوير أن اغلب الأفراد يملكون خبرات عميقة في مجال محدد ومعرفة واسعة بعدة مجالات تمكنهم من التعامل مع ممارسيها. في المشاريع الاستراتيجية والابتكارية والعديد من مشاريع تصميم الخدمات، يعمل فريق متعدد التخصصات بشكل تعاوني على هذه المشاريع.

يبحث الفكر التوظيفي حالياً على الأشخاص ذوي الخبرة العميقة في مجال محدد وقدرتهم باستخدام هذه المعرفة في مجالات مختلفة. ويتكون نموذج حرف التي من تقاطع افقي يمثل اتساع الخبرة والمعرفة، بينما المحور العمودي يمثل عمق الخبرة والمعرفة. بالنسبة للمصممين، قد يكون تقاطع المحورين بتمثيل قدراتهم الواسعة في بناء التعاطف مع المستخدمين، فهم نموذج العمل وثقافته، إدارة الإنتاج والتواصل مع شركاء المشروع. ويكمن عمقهم في صياغة الفكرة التصميمية، صناعة الشكل، انتقاء الألوان، بناء الهيكل النظامي وصنع هرم المعلومات.

تطورت هذه النظرية لتشمل حرف إكس، حيث يتميز الممارسين ذوي حرف إكس بالعمق المعرفي والخبرة في مجالين مختلفين لكنها متقاطعين في سوق العمل. كأن يتميز مصمم جرافيكي بفهم واستيعاب عال للأرقام والمعلومات الإحصائية مما يؤهله ليكون مصمم معلومات متميّز. فقدرته على قراءة المعلومات وتحليلها تمكنه من إعادة صياغتها وسردها بأسلوب جذاب، وهي مهارة مطلوبة في عدة مجالات كالصحافة، السياسة والعلوم.

بغض النظر عن أي حرف يمثلك، تحليلك الشخصي لمهاراتك وقيمك وصنع خارطة ذهنية لها هو أمر بالغ الأهمية. شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.

التفكير التصميمي وهياكل التنفيذ

تنحدر إطارات لانهائية للعمل تحت مظلة التفكير التصميمي، وقد يلتبس البعض العلاقة بين تلك الأطر العملية والتفكير التصميمي. في هذه المقالة سأحاول سرد بعض الأطر العملية التنفيذية والتفريق بينها وبين التفكير التصميمي.

كما ذكر في المقالات السابقة، يختلف مفهوم العمل على الفكر التصميمي عن عملية التصميم التقليدية حيث يقوم المصمم بالأخرى لبس قبعة الباحث لمدة أطول من المدة التي يقضيها في البحث أثناء عملية التصميم التقليدية. ومن أبرز صفات المرور بالتفكير التصميمي جهل المصمم للحل الذي سيصممه بعد قضاء مدة من سير العمل. لذا، يعد جهل المصمم أمراً أساسياً يجنّبه استخدام أطر مصممة لمجالات مخصصة بالتصميم -قبل الشروع بالعمل على الفكرة- مثل: (قابلية الاستخدام للمنتجات الرقمية، كفاءة الإضاءة الطبيعية في البيئة المشيّدة، قياس أثر الحملات التوعوية على الشبكات الاجتماعية).

رسم توضيحي من تحليل الكاتبة يوضح العلاقات بين هياكل العمل المذكورة

لننتقل نحو المثال الكاريكاتوري، لو تخيلنا ان التفكير التصميمي هو “الطبخ” فإن أطر العمل المتوفرة على منصات الكثير من المنظمات سواء (قوقل، آيديو … وغيرها) هي بمثابة الوصفات فقد تكون وصفة قوقل هي عجة البيض، ووصفات آيديو بمثابة السلطات وهكذا. العديد من هذه الوصفات صنعت لتسهيل عملية قياس الكفاءة للمستجدين على مبدأ التفكير التصميمي. وهنا بعض الوصفات التي تخدم مراحل متأخرة من مراحل التفكير التصميمي، بالأخص بعد صنع النموذج الأولي. ومن أمثلة الأطر العملية:

شخصياً، أرى وجود هذه الأطر يساعد المصممين على سرعة الإدارة والتنفيذ بعد تشرّبهم ثقافة التصميم المتمحور حول الإنسان، وبالأخص بعد تقديم نموذج العمل الخاص بتقديم المشروع = Business Model Canvas

لذا إن كنت رئيس في منظمة أو منشأة صغيرة تجنب طرح الأطر والهياكل المذكورة آنفاً قبل صناعة نموذج العمل. شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.