وقود الإبداع

يظن الكثير أن الابداع يأتي من طبخة سرية يخفيها المصمم او المعماري عن الجمهور حتى لا تنكشف، لكن الواقع أمر مختلف حيث يلتزم بعض المصممين بعناصر محددة (خطوط، ألوان، مواد، تقنيات، وغيرها) تعرض هوياتهم ليتم معرفة صانعها فور النظر إليها. ويظل الابداع العنصر المشترك في جميع أعمالهم. توفرت عدة مقالات وكتب تتحدث عن الوقود الابداعي، كتغيير أساليب التفكير التي عمل عليها والت ديزني وتمارين الابداع التي قام بطرحها إدوارد دي برونو في كتابه.

لغوياً، يعرف البدع بإتيان الشيء من اللاشيء، وهي صفة إلهية يعجز عن اكتسابها أي مخلوق في هذا الكون. ويتمثل الابداع باستخدام الخيال او الافكار الأصيلة لإنتاج أعمال فنية. فهو تمرين دائم للعقل ولذلك يتطلب ممارسته على الدوام. هناك عدة عناصر قمت بإدراجها من خبرتي المتواضعة للإتيان بأفكار إبداعية بدءاً بالتمرين الأحب وهو ممارسة التأمل (نباتات، علاقات، عمليات) غالباً ما تكون في مجال الطبيعة بدون أي تدخل إنساني. قنوات التأمل إما جولة في المكان، مشاهدة فلم وثائقي، استعراض صور او جولة في حديقة المنزل. يأتي بعدها قراءة نص “خاثر” وأعني بذلك ان النص قابل للتفسير لأكثر من معنى واحد كالقرآن، كتب الفلسفة، علم اجتماع وقد يتمثل بعمل تجريدي سواء لوحة، صورة أو فلم سينمائي. بعدها محاورة طفل من ٦-١٠ سنوات نظراً لنمو القدرات اللغوية لديه وبداية طرحه لتساؤلات تفتح آفاقه. بعد ذلك ألجأ لممارسة الألعاب التي تمرن العقل كالألغاز اللغوية والبصرية “التركيبة”. أذكر مشروعي في السنة الخامسة للترم الأول عجزت عن حل مخطط المعرض فاستعنت بأحلامي، قبل النوم وضعت دفتر وقلم على المنضدة جانب السرير وأغمضت عيناي حتى حلمت بالحل واستيقضت لرسمه !

وآخر مزودات الابداع التي لا احبذ استخدامها بكثرة هي الاستلهام من أعمال إنسانية خارج المجال كلوحة فنية لتصميم بناء معماري، مشاهدة مكونات طبق معين وتستلهم الألوان لتصميم قميص او محاولة رسم معزوفة موسيقية من مجرد سماعها.

مولّدات ومثبطات الإبداع من تحليل الكاتبة

كما تم طرح مولدات للإبداع تتواجد مثبطات له. تبدأ من عناصر داخلية لدى المصمم كالتردد بإطلاق الفكرة، ثم القلق من المجازفة بالفكرة وجهل تقنيات تنفيذها. وقد يؤدي ذلك لانعدام الثقة بالابداع الفطري الذي يمتلكه كل إنسان. وقد يقوم البعض بحصر تفكيره بمجال محدد. وأخيراً العمل في جو جاد للغاية كأن توزيع المكان والعناصر التي به لاتسمح لك بالتفكير بأسلوب ممتع أو قد تكون الادارة تجهل عملية التفكير الابداعي المتماشية مع التصميم فتلجأ بالتصرف مع مصمميها كموظفي الشركات التقليدية.

شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتيعبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.