حالة دراسية: تعليم الشباب إنشاء مشروع تجاري اعتماداً على مصدر محلي وفير

عرفت قرينزبورو في ولاية ألاباما ببؤرة التجمع لمصممي الجرافيك من أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، هذه المدينة يقطنها ٢٧٠٠ مواطن وتعد نسبة الفقر فيها ٣٠٪ تقريباً، يقدم المصممون للسكان خدماتهم ومهاراتهم التصميمية من أجل تمكين السكان. في جانواري ٢٠١٠ قام مصممي باي لاب -بالتعاون مع برنامج يوث-بيلد- بتقديم مبادرة تعلم الطلاب بناء أعمالهم التجارية بالاعتماد على المصدر المتوفر بكثرة في ألاباما: الجوز الأمريكي.

أراد المصممين مساعدة ١٥ طالب محلي بتطوير الخطة التجارية، عبر تعليهم صناعة الإيسام/الهوية، التسويق وبيع منتجاتهم المصنوعة من الجوز. أراد الطلاب التركيز على الجوز المجفف وزبدة الجوز. مستلهمين فكرة بيع منتجاتهم في باي-لاب، مساحة تحوي على محل للبيع واستوديو تصميم- حيث يعمل المصممون مع المحليون لصنع تأثير على مجتمع قرينزبورو.

إشراك الطلاب بعملية تحضير وصفات منتجات الجوز

أشرك المصممان الطلاب بكل خطوة في العملية، من العصف الذهني الإبداعي خلال ورش عمل تصميمية للتعاون من أجل تصميم وانتاج مئات العلامات التجارية والملصقات الخاصة بمنتجات الجوز.

جزء من التحدي يمكن في شرح الأفكار والعمليات التجريدية للطلاب على جهاز الحاسب، لذلك وجدنا أن افضل طريقة لإشراكهم بواقع ملموس في عملية الصناعة

باك وموتي قالوا “استغرقت عملية التصميم لنا منفردين ٣٠٪ من الوقت الكلي. بينما الباقي استغرق في الطبخ، الخبز والتعليب، وكذلك تسجيل الأمور المالية وصنع خطة مستدامة” معرفة الطلاب على المستوى الشخصي كانت نقطة تحوي أهمية قصوى للمشروع. أهم الفوائد المكتسبة أن التصميم يتعلق بالناس، فالتصميم يجب أن يحسن من جودة حياة الناس، يجمعهم ويتواصل معهم عبر رسائل مفهومة وقابلة للتفسير والاستجابة.

اعترف المصممان بأن هذه العملية لا تكون بالعادة انسيابية. “أحد آكبر العوائق التي واجهناها هي إيجاد أسلوب ابداعي لتحفيز الطلاب”. “بالعادة يحضرون مستعدون للعمل، لكن مدة الانتباه لديهم نادراً ما تستوعب أكثر من دقائق معدود، وكان صعباً علينا الظهور كعناصر ذات نفوذ كون الفارق العمري بيننا وبينهم قليل إلى حد ما”. مع ذلك، أظهر الطلاب مشاعر الفخر بالعمل على خطة تجارية بأنفسهم، ودعم مجتمع قرينزبورو المشروع “سمحت لنا الصحف المحلية بالإعلان عن حاجتنا للجوز، بعدها استلمنا كميات مهولة من الجوز التي أحضرها الناس من حدائقهم المنزلية. أحد مزارعي الجوز المحليين أحضر آلة كبيرة لكسر الجوز وسمح لنا استخدامها بشكل مجاني” ويكمل المصممان “كان الناس مندفعون للمساعدة، كوننا قمنا بتكوين علاقات معهم خلال باي-لاب. حتى انصب كل الموضوع بالناس: التعرف عليهم، الاستثمار في العلاقات، تقديم الناس على التصاميم.”

الشكل النهائي لمنتجات الجوز من تصميم الطلاب

حضّرت المجموعة طاولات التذوق بمحل تجاري لبيع الأطعمة في مدن أخرى في الولاية “مكن ذلك الطلاب لرؤية تفاعل الناس بشكل إيجابي لمنتجاتهم، كادت أن تضيء وجوههم من السعادة عندما سُئلوا عن شرح عملية الاعداد او المكونات للمتذوقين” أنتجت العملية التجريبية وصفتين ناجحتين للجوز المجفف وزبدة الجوز. وقرر المصممين انتاج التعليب عبر تسليم الطلبات يداً بيد للطلاب لإعطاء الطلاب حقوق الملكية الخاصة بالتصاميم. طلبوا منهم خط كلمة جوز بشكل متكرر، ثم قاموا بصنع نقش من الحروف اليدوية، قام الطلاب بطباعتها عبر الشاشات الحريرية على لوحة. التصميم النهائي تكون من ٣ طبقات من نمط الجوز وفي الطبقة الوسطى كلمة بتر!/برتل! واحتوت الطبقة الأولى محتوى تعليمي مطبوع على ورق ملون واضيفت شريطة جلدية طبع عليها كلمة “جيد” بخط ذو هوية جنوبية ويمكن استخدامه بعد ذلك كإسوارة. وتم توفير منصة الكترونية لبيع منتجات الطلاب وتم التبرع بالأرباح لمنحة يوث-بيلد.

“ما تعلمناه في الجامعة كان نسبة ضئيلة مقارنة بما تعلمناه في قرينزبرو، تعلمنا التصميم مع الطلاب، وليس لهم. وبأغلب الوقت تطلب الأمر التخلي عن ذائقتنا الفنية الخاصة لصناعة منتج يخدم هدفهم”. بعد هذه التجربة، تعلم الطلاب بدء مشروع تجاري بالاستفادة من مصدر وفير محلي، كيفية رعايته بشكل يومي، كيفية تسويق المنتجات سواء عالمنصات الالكترونية او بشكل واقعي في المنطقة، والأهم كيف يتحكمون بمهنتهم ومستقبلهم.

شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.